صحفي وناشط اجتماعي مهدد بالاعدام .. أسرته تشرد بعضها وسجن بعضها الأخر بمباركة السلطة المحلية .. هل سيكون “اسحاق غلام” الضحية القادم للارهاب في عدن..؟
يمنات – صنعاء – خاص
ما تزال حملة الملاحقات ضد الناشطين المدنيين و الصحفيين مستمرة في محافظة عدن، جنوب البلاد.
و تفيد مصادر صحفية ان الصحفي الشاب اسحاق غلام “24” عاما، احيل للتحقيق على طريق الاحتساب، بتهمة اعتناق ما سموه “الديانة العلمانية”.
و يقول نور الدين العزعزي، إن غلام يدير مؤسسة “ابتسامة امل”، و هي مؤسسة مجتمعية نفذت العديد من الانشطة الخيرية خلال الأشهر المنصرمة في محافظة عدن.
يؤكد العزعزي أن أن غلام فوجئ في يونيو/حزيران الماضي بمذكرة استدعاء و كذا إحالة الى التحقيق، وصلت إلى منزله.
حسب العزعزي جاء الاستدعاء على ذمة شكوى مرفوعة من قبل ثلاثة اشخاص، وجهت إلى مدير مديرية التواهي بعدن، و هي المديرية التي يقطن فيها اسحاق.
و يتهم اسحاق في الشكوى بـ”اعتناق الديانة العلمانية” رغم ان “العلمانية” ليست دين. معتبرا أن التهمة هدفها تحريض ذوي الفكر المتطرف على قتل اسحاق كونه يخالف عقيدتهم.
و قال العزعزي انه حدث ماكان متوقعا، حيث تم نشر ورقة الاستدعاء، و التي كانت تحمل ختم مأمور مديرية التواهي المدعو (عبد الحميد ناصر الشعيبي) و عرضها على بعض ائمة المساجد.
و أضاف: خلال ساعات قليلة تم جر اسحاق و والده و اخوه من بعض السلفيين و المتشددين الى مسجد قريب من سكنه و هو مسجد الهتاري، الواقع في حي سرور.
و كشف العزعزي أنه تم الحكم على اسحاق غلام بالعزل في منزله لمدة 3 أيام بغرض عقد النية للتوبة و من ثم الاستتابة، و هي اعلان التوبة و نطق الشهادتين امام مرأى و مسمع الجميع.
كما ألزم الحكم السلفي، الصحفي غلام حضور جميع فروض الصلاة جماعة في المسجد.
و أشار العزعزي أنه تم تهديد غلام بإنه اذا لم ينفذ حكم الشيخ, امام مسجد الهتاري و يدعى “ناصر السمنة” فإن الشيخ سيقوم بتحريك فرقة تطبيق الحد عليه، و هو القتل.
و أشار العزعزي أنه يقصد بالفرقة، فرقة الاعدام، التي سبق و ان اغتالت كلاً من امجد عبد الرحمن و عمر باطويل وغيرهم الكثير.
و أكد العزعزي أنه تم اجبار غلام على تنفيذ الحكم، غير أنه لم يسلم من التهديدات و مضايقات المتطرفين.
و لفت العزعزي إلى أنه و على اثر ذلك قام اسحاق بالاستعانة بالمدافعة و الناشطة الحقوقية راوية محمد عبدالله جواس، الذي تربطه بهاعلاقة شخصية (خِطبة) لمواجهة سلطات المديرية و استيضاح الأمور.
و أشار إلى أن راوية جواس التقت بعض من وجاهات مديرية التواهي، و تضامن البعض مع اسحاق، لكنهم قالوا ان ليس بيدهم حيلة لأن امر كهذا قد يعرضهم هم كذلك للتصفية.
و نوه العزعزي إلى أن راوية ذهبت الى مكتب مدير مديرية التواهي لكن رفض بعض حراسه و هم من السلفيين المتشددين ادخالها، و قاموا بمهاجمتها و نعتها بصفات تكفيرية و اتهامها بإنها هي واسحاق جزء من منظومة كبيرة من الملحدين الذين ينبغي تصفيتهم.
و حسب العزعزي، حضر إلى مبنى المديرية الشيخ ناصر السمنة، و التقى بـ”راوية جواس” و “اسحاق غلام” بحضور مدير عام المديرية، و عرض عليهم توقيع ورقة اقرار صلح و اعتراف بالذنب وهو (مس العقيدة) مالم فانه سيتم اتخاذ الاجراءات ضدهم و احالتهم إلى الشرطة.
و أكد العزعزي أن السلفي السمنة قام بتهدديهم بالتصفية امام مسامع الجميع. فوقع “اسحاق” خوفا على حياته و حياة خطيبته.
و لفت العزعزي أنه بعد يومين من اللقاء فوجئ اسحاق و اهله بمجموعة من المتشددين يطرقوا باب منزلهم، فقام والده و قاسم عبد القادر غلام و اخيه القاصر عيسى قاسم غلام بفتح الباب، فتعرضوا للضرب و تم جرهم الى “قسم شرطة التواهي” واحتجازهم هناك و اتهامهم بالكفر.
و أشار إلى أن بعض المحققين قاموا بممارسة الاضطهاد ضدهم و اجبارهم على نطق الشهادتين للتأكد من ديانتهم و ارهابهم و تهديدهم بحرق منزلهم.
و لفت إلى أن المحققين اصدروا أمر ضبط ضد والدة اسحاق (رحمة سيد يعقوب) هندية الجنسية، للتحقيق معها بخصوص انتمائها الديني.
و كشف العزعزي أن والدة اسحاق تركت منزلها هي و ولدها الصغير الذي يبلغ من العمر (6) سنوات و انتقلوا إلى مكان اخر، في حين انتقل “اسحاق” إلى مديرية اخرى، فيما لا يزال والده و اخوه يقبعان في السجن.
و نوه إلى أن الناشطة راوية جواس قامت باتخاذ كافة الاجراءات القانونية ولجأت الى اكثر من جهة أمنية، رغم المخاطر التي تهدد حياتها، غير أنها و للاسف لم تلق اي تفاعل او تجاوب من اي جهة.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا